ما هو وضع "HDR" فى كاميرا هاتفك ؟ .. و متى تستخدمه ؟
تطورت كاميرات الهواتف الآونة الأخيرة بحيث يُمكن مقارنتها بالكاميرات
الرقمية بل و تتفوق عليها من حيث جودة الصور ، فكاميرات الهواتف الذكية أصبحت
إحترافية للدرجة التى تجعل المُستخدم يحصل على صورة خيالية كما تراها
العين البشرية ، لكن قد يحدث و أن يكون لدي المُستخدم هاتف بكاميرا ممتازة
و مع ذلك يحصل على صور أو فيديوهات بجودة سيئة ، غالباً السبب هنا هو عدم
استخدام الوضع الصحيح للصورة ، حيث يوجد هناك أوضاع للكاميرا يتم إختيارها
و ضبطها حسب المكان و البيئة المحيطة لإستخراج الصور المناسبة للرؤية . من
بينها هذا الوضع المُسمي " HDR " الذي يقوم بتحسين الصور بطريقة ملحوظة ، فما هو
و كيف و متى يتم إستخدامه ؟ دعني أوضح لك ذلك من خلال هذا الموضوع .
أولاً : الثلاث حروف " HDR " هي إختصاراً لـ "High Dynamic Range" أو عربياً "تقنية
المدى الديناميكي العالي" و باختصار هذا الوضع يجعل الصور المتلقطة تقترب إلى
الواقع أكثر من خلال إنتاج صور ذو إضاءة متوازنة و تفاصيل واضحة ، حيث أن
إلتقاط صورة بالوضع التلقائي أو العادي يؤدي إلى فقدان تفاصيل الصورة بسبب
تباين الضوء ، حيث لا تتساوى نسبة التباين فى جميع أجزاء الصورة بل يظهر
الضوء حسب قوته فى الصورة و يظل هناك أجزاء لا يظهر لها تفاصيل بسبب انعدام
الضوء بها. دور تقنية HDR فى الكاميرا هنا هو جعل الضوء موزع على جميع
أجزاء الصورة وبالتالى يظهر لك تفاصيل اكثر فى الصورة، بالتأكيد سؤالك الآن
هو كيف تقوم بذلك هذه التقنية ؟ وهذا ما سوف نوضحه فى الفقرة التالية.
عند تفعيل وضع " HDR " في الكاميرا و تبدأ باستخدامه ، فإن الكاميرا لن تقوم
بإلتقاط صورة واحدة فقط بل ثلاثة صور لنفس المشاهد و تقوم بتغيير نسبة
التباين في كل لقطة من هذه اللقطات و تسليط الضوء على جميع الأجزاء ، بحيث
يتم إلتقاط صورة بمستوى تباين عالي ثم أخرى بمستوى متوسط ثم أخرى بمستوى
ضعيف و في النهاية يتم تجميع الثلاثة صور معاً لإنتاج صورة واحدة تكون فيها
الألوان أكثر ديناميكية و تفاصيل أكثر وضوحاً و الصور المرفقة أعلاه أفضل
مثال على ذلك ، فلن تجد في الصورة أجزاء معتمة و هذا ما يجعل مدة حفظ الصورة
بعد إلتقاطها أبطأ بضع ثوان من الأوضاع الأخرى المختلفة للكاميرا .
لكن هذا لا يعني أن تقوم بإستخدام وضع " HDR " دوماً فى إلتقاط الصور من كاميرا
هاتفك ، بل يتم استخدام " HDR " في حالات مُعينة للحصول على صور أفضل ، فمثلاً
إذا كنت تقوم بإلتقاط صورة للمناظر الطبيعية و التي عادة ما يكون بها
التباين أعلى بين السماء و الأرض فإن استخدام وضع " HDR " يكون مناسب لإلتقاط
صورة واضحة ، أو إذا كنت تقوم بإلتقاط صورة في ضوء الشمس فستلاحظ أن أشعة
الشمس تتسبب فى ظهور العناصر الأمامية مظلمة لذلك إستخدام تقنية " HDR " هنا
تجعل الصورة أفضل ، أو في المشاهد منخفضة الإضاءة مثلما موضح فى الصورة
أعلاه فإن وضع " HDR " يقوم بإظهار الأجزاء المعتمة في الصورة .
فى بعض الحالات قد يكون وضع " HDR " مسبباً في عدم وضوح الصورة و جعل الوضع
أسوأ ، مثل استخدامه عند تصوير عنصر متحرك في المشهد فسوف تحصل على صورة
سيئة غير مفهومة الملامح ، لأن كما أشرنا يقوم وضع " HDR " بإلتقاط ثلاثة صور
متتالية و بالتالي إذا كان هناك عنصر متحرك فسوف يظهر في أماكن مختلفة فى
الثلاث صور و في النهاية تحصل على صورة مشوشة ، في حالة أيضاً إذا استخدمت
هذا الوضع في إلتقاط صورة لمشهد متوازن الإضاءة أي تظهر جميع العناصر في
الصورة بوضوح ، فبعد الإلتقاط ستلاحظ إختفاء تفاصيل كثيرة من الصورة .